الأسس الفيزيولوجية والنفسية للسلوك

الفصل الثالث

الأسس الفيزيولوجية والنفسية للسلوك
الفقرة الأولى : الإحساس والإدراك
البند الأول : أهمية الإدراك في حياة الإنسان :

الإدراك هو العملية التي تتم بها معرفة الفرد لبيئته الخارجية ولحالته الداخلية .

ولا تأتي اهمية عملية الإدراك من كونها تزود الفرد بمعلومات عن العالم الخارجي

والداخلي فقط ، بل لانها تحفظ حياته وتساعده على التوافق والتكيف الصحيح .

كذلك فأن عملية الإدراك عملية أساسية في جميع العمليات الأخرى : من تعلم وتذكر وتفكير....

فلا يستطيع الفرد أن يتعلم شيئا او يفكر به الا إذ عرفه وإدراكه .

البند الثاني : الإدراك الحسي

من المسلمات الأساسية بالنسبة للإدراك ، تلك الحقيقة السيكولوجية التي قررها الفيلسوف

كونت بوضوح ، وهي اننا لا نرى الأشياء على ماهي عليه ، بل على ما نحن عليه ،

اذا يمثل الإدراك توقعاتنا المستقبلية من الموقف الحاضر في حدود خبراتنا السابقة ، ومعنى

هذا اننا لا ندرك الاشياء كما هي في الواقع او كما نقلتها لنا على حقيقتها الحواس ، بل

ندركها بما يشبع رغباتنا ويتفق مع اتجاهاتنا وأمالنا وتوقعاتنا .

ويعتبر الإدراك الحسي وسيلة الفرد للوصول الى المعرفة ، كما انه وسيلته ليكيف سلوكه مع

تلك المعرفة ، فيدرك الفرد صوت سيارة مقبلة فيتوقف عن عبور الشارع ، ويدرك أن

التغيرات التي يلمحها على وجه شخص معين . تشير الى غضبه أو الى فرحه .

وتصدر المثيرات الحسية اما من بيئة الفرد الخارجية أو من بيئة الداخلية ، فتستقبلها أجهزته

الحسية المتخصصة : فتستقبل العين التموجات البصرية ، والاذن المثيرات الصوتية ، والجلد

المثيرات اللمسية والحرارية ، والانف المثيرات الشمية ، والفم المثيرات الذوقية .

وتصدر المثيرات الداخلية من الجسم وتؤدي الى احساسات مختلفة : احساسات الجوع ،

العطش ، الغثيان ...... هذا وتختلف الاحساسات الناتجة عن المؤثرات الحسية في نوعها ،

وشدتها ومداها ، وتنتج هذه الاختلافات عن طبيعة المؤثرات وعن الأعصاب الموجودة في الحواس .

اولا : اختلاف الاحساسات في النوع

تختلف الاحساسات التي تنقل بواسطة جهاز حسي عن الاحساسات التي ينقلها جهاز أخر ،

فتختلف الاحساسات البصرية عن الاحساسات الصوتية وعن الشمسية والذوقية ......

كذلك يختلف نوع الاحساسات التي ينقلها جهاز حسي واحد ، فتختلف مثلا احساسات اللون عن

الحركة عن الشكل ، عن الحجم ، كما تختلف احساسات تذوق الطعم الحامض عن الحلو والمر...

ثانيا : اختلاف الاحساسات في الشدة

تختلف احساسات النوع الواحد فيما بينها في الشدة فتتدرج النغمات الموسيقية الصادرة عن آلة

موسيقية واحدة في شدتها ، كما يتدرج اللون الواحد في شدته من اللون الفاتح الى اللون الغامق الداكن .

ثالثا : اختلاف الاحساسات في المدى

تختلف الاحساسات فيما بينها من حيث مساحة القسم من جسم الفرد الذي تؤثر فيه ، فقد تؤثر

مثلا : احساسات الالم في جزء صغير من الجسم أو في جزء كبير .

البند الثالث : عملية الادراك الحسي :

أن عملية الادراك الحسي هي تفسر وتأويل للاحساسات التي تنقلها الاجهزة الحسية المختلفة ،

وهي عملية معقدة تتوقف على تفاعل مجموعة عوامل

يتعلق بعضها بالفرد المدرك الذي هو حصيلة تفاعل عوامل بيولوجية وذاتية مع بيئة اجتماعية ،

ويتعلق بعضها الااخر بالبيئة المحيطة وطبيعة الشيء المدرك ويمكن أن نجمل العوامل التي

تتفاعل وتؤثر في الادراك كما يلي :

- العوامل الفيزيولوجية
- العوامل الاجتماعية
- العوامل الذاتية
- العوامل الموضوعية

اولا : العوامل الفيزيولوجية

تستقبل نهايات الاطراف العصبية للاجهزة الحسية الموجات الحسية المختلفة الصادرة عن

الموضوعات المدكرة ، وتنتقل بواسطة الاعصاب الى الجهتز العصبي المركزي فتنتج طاقات

عصبية فيزيولوجية وتحدث الاستجابة الادراكية التي هي تنظم وتفسير للاحداث الحسية ،

وبصدر هذا التفسير عن شخصية لها ذكرياتها وعاداتها واتجاهاتها القلية والانفعالية وخلفيتها

الثقافية والحضارية . ويرتبط الادراك الحسي بصورة مباشرة بالعملية الفيزيولوجية اكن هذه

العملية ليست مساوسة في شدتها وسعتها لشدة المثير الفيزيائي وسعه . معنى هذا أنه اذا ازدادت

شدة المثير الفيزبائي زيادة معينة ، لا يقابل هذه الزيادة ، نفسها في الادراك .

اضافة الى ان الفرد لا يستطيع ان يميز بين درجات شدة المثير الا ضمن مدى محدد يمتد بين

درجتين : درجة دنيا وهي قيمة العتبة السفلى للفرد لا يستجيب قبلها لشدة المثير رغم وجوده

المادي ، ودرجة عليا وهي قيمة العتبة القصوى لا يستطيع الفرد ادراك شدة المثير اذا تجاوزها ،

فلا يسمع مثلا راكب الطائرة مؤثراتها السمعية المرتفعة .

وكثير ما تتأثر اجهزة الفرد الحسية بعامل الملاءمة ، ولذلك تعجز عن التأثر بالمؤثر ذاته اذا

تعرضت له مدة طويلة ، مثلا : اذا حدق فرد بضع ثوان في جسم مضيء ، وانتقل مباشرة وحدق

في سطح رمادي الاضاءة ، تظهر له صورة للجسم المضيء الاول منطبقة على سطح الرمادي.

ويبدو عامل الملاءمة بوضوح في المؤثرات الشمية ، حيث يعتاد الفرد على مكان تنبعت منه

رائحة كريهة اذا بقي فيه مدة طويلة . هكذا يتبدك الادراك دون تبدل في سببه الفيزيائي .

وهكذا يبدو كيف أن الادراك الحسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالاجهزة الحسية التي تستقبل المثيرات،

وتحولها الى طاقات فيزيزلوجية .

ثانيا : العوامل الذاتية
وهي العوامل التي ترجع الى شخصية الفرد المدرك ، وتجعله يضفي معاني معينة على

الموضوعات ، ويدركها متأثرا بما لديه من دوافع واتجاهات واهتمامات وخبرات

وهذه العوامل هي سبب الاختلاف في ادراك الافرد ، كما انها تجعل ادراك الفرد نفسه

يختلف من وقت الى أخر . ومن بين العوامل الذاتية ما يلي :

1 – الانتباه : يقصد بالانتباه تركيز شعور الفرد بموضوع معين واستعداده لادراكه ويلاحظ أن

الفرد لا ينتبه الى جميع مؤثرات العالم الخارجي دائما ، بل تجذب انتباهه مؤثرات معينة دون

غيرها عوامل متعددة يتعلق بعضها بخصائص المؤثرات ، كالشكل ةاللون والحجم ، ويتعلق

البعض الاخر بعوامل الفرد الذاتية ، كحاجاته ودوافعه وميوله المؤقته والدائمة .

2 – التوقع او التهيؤ النفسي : ان استعداد الفرد وتهيؤه لموضوع ما يجعله لا يدرك غيره ،

ويختار من بين عدد من الموضوعات ، كما يجعله يرجع الموضوعات غير الواضحة الى ما

يتفق والموضوع الذي يتوقعه . مثلا : أن الشخص الذي ينتظر قدوم صديقه ، يسمع صوته من

بين اصوات متعددة حتى انه اذا سمع صوت شخص اخر اعتقده صوت صديقه .

3 – العواطف والميول :
تتكون ادراكات الفرد بما يتلاءم وعواطفه ، فان كانت عاطفة الطالب نحو المدرسة عاطفة

احترام وحب ، تقبل ملاحظاته على انها توجيهات لصالحه والعكس اذا كان ينفر منه .

كذلك توجه ميول الفرد واهتماماته ادراكاتهسواء اكانت : ميولا دائمة ام مؤقتة .

مثلا على الميول الدائمة : معظم النساء يسطعن بعد مقابلة فرد ما وصف ملابسة بدقة ، بينما

يلتفت الرجل لوصف أشياء اخرى فيه . وتبدو الميول المؤقتة في الفرد الذي لا يرى في واجهات

المحال التجارية الا الاحذية التي يريد شراء حذاء منها .

4 – التعلم والخبرة السابقة : يتأثر الفرد فبي تفسيره للمؤثرات الحسية بخبرته السابقة بالأشياء ،

فعلى ضوء معرفة الأشياء السابقة المألوفة تقاس الأشياء الحديثة . فلا يدرك مثلا الطبيب ما يراه

تحت المجهر كما يدركه الشاعر , ولا يدرك الموسيقي اللحن كما يدركه الشخص العادي ولا

يقتصر أثر الخبرة السابقة في ادراك الفرد على الرشد ، بل يبدو أثرها واضحا عند الأطفال ،

فيطلق الطفل مثلا كلمة < تاتا > على كل امراءة تشبه جدته في الشكل .

5 – سمات الشخصية وأبعادها : تؤثر سمات الفرد الشخصية في ادراكه ، وتميل سمات الفرد

به ليبدو ميالا الى نوع معين من السلوك الثابت نسبيا . فيبدو التسلط في ميل الفرد للسيطرة

والظهور في معظم المواقف ، وتبدو المثابرة في ميل الفرد للاستمرار في العمل في مواقف كثيرة رغم صعوبته وجفافه . وتبدو المثابرة في ميل الفرد للاستمرار في العمل في مواقف كثيرة رغم صعوبة وجفافه . وهكذا بالنسبة لسمات اخرى ، كالأمانة والتسامح أو التشدد الخ ......

اخيرا يمكن القول : ان عوامل الفرد الذاتية من اتجاهات وميةل وعواطف وسمات شخصية وحالية مزاجية وانفعالية .....تؤثر في تفسير الفرد وتأويله للمؤثرات الحسية .

ثالثا : العوامل الاجتماعية :

هي العوامل التي تؤثر بها الجماعة في الفرد ، فتؤثر معتقدات الجميع وتقليده ونوع حضارته

واتجاهه في الفرد وفي ادراكه وفي كيفية تأويله لهذا الادراك .

ومن بين تلك العوامل : المعاير والقيم

والمعاير الاجتماعي هو قاعدة للسلوك والادراك والاتجاهات وتشمل التعليم الدينية والاحكام

القانونية والاجتماعية والعادات والقاليد ........

والقيم هي الاحكام او التفضيلات التي تصدرها الجماعة على شىء أو فرد أو موقف أو مبدأ ،

وتتضمن القيم الى جانب رأي الجماعة شعورها واتجاهاتها نحو تلك الموضوعات .

ومن القيم : القيم النظرية التي تهتم بالمعرفة ، والقيم الاقتصادية التي تهتم بما هو نافع ماديا

والقيم الجمالية التي تهتم بالشكل والتناسق الخ ............

رابعا : العوامل الموضوعية :

هذه العوامل مستقلة عن الذات اتي تدرك ، وتتعلق بالموضوع المدرك وبخصائصه الفيزيائية ،

وبالمجال الخارجي الذي يوجد فيه والذي يخضع لقوانين تنظمه .

البند الرابع : الخداع الادراكي

يلاحظ أن كل فرد قد بخطىء في الادراك ، أي يحدث اختلاف بين الاشياء المدركة وحقيقتها

الموضوعية ، كأن يسمع فرد ما صوت قطة فيظن صديقه يناديه ، أو يرى شخصا فيظنه شخصا

آخر ، كذلك فان اصوات المعارك التي تسمع في المسارح وبعض الافلام ما هي الا خداعات

سمعية . وتوجد امثلة في مجمال الادراك البصري لظاهرة الخداع سواء اكانت للخداع البصري

العادي أو للخداع البصري الحركي .

1 – الخداع البصري العادي : يحدث هذا الخداع بتأثير عوامل موضوعية وعوامل ذاتية ،

أما العوامل الموضوعية فتعود الى خواص الصيغة الكلية المدركة واثارها في اجزائها ، فهي

تجعل الاجزاء تخضع للكل وتكتسب خواصها منه .

2 – خداع الادراك الحركي : هو نوع من انواع خداع الادراك ، ويقصد به : تلك الحالة التي

تبدو فيها الموضوعات الساكنة موضوعيا متحركة ، وتدعى هذه الظاهرة بالحركة الظاهرية .

ويحدث هذا النوع من الحركة في دور الصور المتحركة ، حيث تعرض الصور الساكنة على

شريط ويقطع النور اثناء تحريك الشريط من منظر الى آخر ، فما يعرض بالفعل هو مجموعة

من المناظر الساكنة المنفصلة بعضها عن بغض بفواصل زمنية قصيرة مظلمة ، فيدرك الفرد

أن الصورة تتحرك وذلك لان رد الفعل البصري يبقى مدة ولا يزول مباشرة بعد زوال المؤثر .

الخلاصة : يتعرف الانسان إلى عالمه الخارجي بواسطة الادراك ، فتتلقى حواسه المختلفة المثيرات الحسية ثم تنتقل الاحساسات الى الجهاز العصبي المركزي وتفسر الاحساسات ويحدث الادراك .

الفقرة الثانية : الانفعال
البند الاول : معنى الانفعال

راينا ان الشعور بالحاجة هو الذي ينبه الباعث المحرك للنشاط والفاعلية في سبيل تحقيق الهدف

المشبع للدوافع والمحقق لتخفيف التوتر . فالتنبيه يجعل الكائن < ينفعل > بالموقف ، اي سخلق

فيه حالة من الاثارة واختلالا في التوازن ، ورد فعل شديد للتنبيه . ومهما يحاول المرء اخفاء

الجوانب السلزكية او المظاهر الخارجية لانفعاله ليتصنع الهدوء والثبات او ليتجنب الانكشاف

والاعتراف ، فان تعبيرات الوجه تنطق بما يعانيه الانسان من حالة انفعالية وتغيرات جسمية

ونفسية . وليس هناك من تغيرات جسمية مصاحبة للانفعال يمكن اخفاؤها ، الا التنفس ، اما بقية

التغيرات الجسمية فتظل دليلا على وجود الانفعال . ولقياس هذه التغيرات بما فيها التنفس , ابتكر

جون لارسن الجهاز الحساس الذي عدله ليوناردكيار وسماه البوليجراف ليجعله يرسم هذه

التغيرات في ضغط الدم ، ومعدل النبض ، ومعدل التنفس وموجات الجلد الكهربائية ، وقدرة هذا

الجهاز على ضبط اقل درجات الانفعال هي التي اعطته الاسم الشائع < قياس الكذب > .

لانه في الحقيقة يكتشف التغيرات الجسمية التي تصاحب عادة اخفاء الحقيقة او ضبط النفس بدافع

الخوف من ارتكاب جريمة يجري التحقيق بشأنها .

البند الثاني : تعريف الانفعال وانواعه
اولا : تعريف الانفعال

هو حالة نفسية تصيب الفرد ، وهو الصلة بين التنبيه والاستجابة ، وهو يتصل بالنواحي

المعرفية الادراكية في التنبيه ، والجوانب الحركية السلوكية في الاستجابة . والمواقف

الانفعالية متعددة نذكر منها الخوف – الحب – الالم – الفرح – الغضب الخ .............

ثانيا : أنواع الانفعال
يمكن التمييز بين نوعين من الانفعالات : الانفعال الشديد والانفعال المعتدل ( العواطف ) .

1 – الانفعال الشديد : هو الانفعال القوي الذي يحدث في مواقف مفاجئة ، والذي من شأنه

أن يحدث تغيرات في أعضاء الجسم ، حيث يصبح بالتكرار والتعود نمط استجابة وطابع

شخصية . قضربات القلب تزداد قوة وسرعة ، وضغط الدم يتزايد ، لكن تغيرات معدل وعمق

التنفس تحدث على نحو لا يمكن التنبؤ به ، فأحيانا يسرع التنفس ، واحيانا اخرى يبطىء ، احيانا

يصبح التنفس أكثر عمقا وأحيانا أكثر سطحية ، فإيقاعه عموما يصير غير منتظم .

ومع هذا فثمة نمط ثابت نجده في اضطراب التنفس ، وهو الزمن الذي يستغرقه الشخص المنفعل

وهو يستنشق الأكسوجين والزمن الذي يستغرقه وهو حالة الانفعال ، فالشهيق يصبح الى الزفير،

حيث تزيد هذه النسبة في حالة الانفعال ، فالشهيق يصبح أكثر بطئا من المعتاد ، بينما الزفير

يصبح اكثر سرعة ، مما يجعل الشخص وكأنه يلهث . تتسع الشعب الرئوية ، بحيت يستطيع

الشخص استهلاك كمية من الأوكسجين اكبر من المعتاد . كما تتسع حدقتا العين ، فالجفنان

ينفتحان بشكل غير عادي ، وتبرز او تجحظ كرتا العين من محجرهما . أما افرازات الغدد

فتغيراتها كثيرة : فالغدد اللعابية يكفها الانفعال ، بينما الغدد العرقية الجلدية تفرز كميات

متزايدة من العرق البارد ، وتنشط الغدد المثيرة للدموع في حالة الحزن .

كما يؤدي الانفعال الى حدوث تغيرات واضحة في النشاط الكهربائي للدماغ ، فالانفعال يؤدي

الى زوال موجات < الفا > وظهور موجات بطيئة تدعى < دلتا > وهذه الموجات موجودة عند

الاطفال وبعض المرضى العقليين . كذلك فان الانفعال يؤدي الى زيادة نسبة الاصابة بتجلط الدم
حيث تزداد كثافة الدم الى القلب . اضافة الى ذلك فان الغدة الكظرية تنشط في حالة الخوف والخطر فتفرز كمية كبيرة من الادرينالين ، ويزداد انتاج الكبد للسكر الذي يغدي العضلات ويزيد من نشاطها فتزول آثار التعب بسرعة . وتجدر الاشارة انه في حالة الانفعال تكون الاحاسيس الشعورية اول ما يظهر كاستجابة للتنبيه ، تليها التغيرات الجسمية او الحشوية الباطنة
، واخيرا تكون الاستجابة الحركية الظاهرة . بمعنى انه حين يتلقى الشخص اهانة ، يشعر بالغضب اولا ، ثم يقوم باستجابة حركية ظاهرة ، او حين يتعرض للخطر فيشعر بالخوف ، ويجري هاربا .

3 – الانفعال المعتدل ( العواطف ) :
أ – تعريف العاطفة :

العاطفة هي حالة انفعالية ، وهي عبارة عن مشاعر واحاسيس موجهة الى شخص معين ، شىء

معين ، فكرة ، مبدأ ، موضوع الخ ...........

فقد يوجه الشخص عاطفه نحو الوطن ، فيقوم بخدمة وطنه وبتكريس حياته لهذا الهدف

وقد تكون هذه العاطفة موجه نحو الاطفال مثلا ، او نحو الاسرة او نحو الاخر من الجنس المختلف .

وتنمو العاطفة وتتطور مع نمو وتتطور الشخصية ، فتكون في البداية مبهمة ، ثم تتثبت وتتعمق .

ب – تصنيف العواطف :
يمكن تصنيف العواطف الى اربعة انواع :

1 – العواطف الانانية : وهي العاطفة الموجه نحو الذات ، كحب الذات والتي تسمى النرجسية .

وقد راينا ان الطفل يبدأ حياته بالتركيز حول نفسه < الانوية > ويخلط بين ذاته وبين الاشياء

الخارجية . ثم يبدأ مع النمو يدرك ان ذاته منفصلة عن العالم الخارجي ، ويتخلص من العاطفة

الموجهة نحو الذات من خلال ادراك الاخرين واقامة علاقات معهم .

2 – عاطفة تقدير الذات : وهي العاطفة التي تدفع الفرد الى تأكيد ذاته ووجوده واحترام الاخرين

له عن طريق قيامه باعمال تعطي انطباعا جيدا عنه .

3 – العواطف الغيرية : وهي العواطف الموجهة نحو الاخرين

4 – العاطفة السائدة : وهي العاطفة التي تطغى بقوتها على بقية العواطف . فاذا كانت العاطفة

السائدة عند الشخص موجهة نحو الاخرين فنجده يبذل معظم اوقاته ويقوم بجهد من اجل مساعدة الغير .