تاريخ وجغرافية فلسطين

تاريخ فلسطين
الاهداف : -

تعريف الاخوة عن تاريخ فلسطين القديم ولغاية عصرنا الحاضر (1917).
اظهار مدى ما زيفه اليهود في تاريخ بلادنا .
معرفة ان العرب اول من سكن وحكم وأقام حضارة في فلسطين وليس لغيرهم حق فيها .
تمهيد:-
ينقسم تاريخ فلسطين الى عدة مفاصل رئىسية وحقب مختلفة اهمها :
الحقبة الاولى : منذ ما قبل التاريخ المدون وبداية الهجرة لفلسطين واقامة الكنعانيين فيها مع اقامة اول دولة وحضارة في التاريخ .
الحقبة الثانية : بداية الاطماع الخارجية ودخول العبرانيين بلادنا بمدابح جماعية وسيطرتهم على قسم من ارضنا لفترة وجيزة الى ان تم استئصالهم منها .
الحقبة الثالثة : منذ استئصال العبرانيين من ارضنا وما تعاقب عليها من حضارات واقوام الى حين الفتح الاسلامي .
الحقبة الرابعة : منذ الفتح الاسلامي والحضارة الاسلامية المزدهرة وما عانيناه من حروب وصراعات على ارضنا بسبب موقعنا الجغرافي والديني والتاريخي الى ان وقعت الحرب العالمية الاولى في بداية القرن الحالي .
فلسطين هذه الكلمة الساحرة بمدلولاتها المختلفة – الارض،الشعب،التاريخ،الحضارة،الديانات والصراعات ولكل مدلول منها عدة تشعبات تملأ كتبا ومجلدات عديدة .
كلمة فلسطين هذه الاحرف السبعة من (فلستيا) وهو الاسم الذي كان يطلق على منطقة الساحل من حيفا الى جنوب غزة نسبة الى الفلستينيين الذين كانوا يعيشون في المنطقة الساحلية هذه منذ سنة 1210 قبل الميلاد، ثم اطلق اسم فلستيا على جميع اراضي فلسطين .
وكانت فلسطين في السابق تدعى (خارو) للجزء الجنوبي و(زنينو) للجزء الشمالي وذلك حوالي 3000 قبل الميلاد .
وعندما حل الكنعانيون فيها سنة 2500قبل الميلاد اصبحت تدعى (ارض كنعان) وقد وجد في الحفريات اسم (كيناهي)و(كيناهانا) وهي مشتقة من كنعان
وكان اسم ( بلاستو) وهو مشتق من فلستيا يطلق على المنطقة الساحلية ، ثم اصبح يطلق عليها اسم (بلاد البلشيم ) أي بلاد الفلستيني، ولكن الاغريق اطلقوا اسم فلستيا على المنطقة كلها الساحلية والداخلية . واطلق عليها هيرودتس ابو التاريخ سنة 400قبل الميلاد اسم (سورية الفلسطينية ) اما المؤرخون بعده فقد سموها ( بالستاين) .

وقد قسم الرومان فلسطين الى ثلاثة اقسام :
بالستاين الاولى : وتضم ساماريا وما حولها وقيصرية العاصمة وما حولها .
بالستاين الثانية : وتشمل منطقة الجليل كلها .
بالستاين الثالثة : وهي الجنوب الفلسطيني كله .

اما العرب فكانوا يسمون المنطقة كلها بلاد الشام وتشمل سوريا ولبنان وشرق الاردن وفلسطين، ويسمون فلسطين باسمها الحالي او الارض المقدسة ، او مهد الانبياء . اما موقع فلسطين الاستراتيجي فهو في وسط العالم العربي ووسط العالم الاسلامي . وهي حلقة وصل بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا ، وهي من المراكز التجارية وملتقى الطرق في العالم القديم مما جعلها عرضة للغزوات والحروب والمهاجرين . وقد سكن في فلسطين الكثير من الاقوام والاجناس المختلفة ، وكان الكنعانيون اول من سكن فلسطين في عصر ما بعد التاريخ ، وانشأوا فيها اول حضارة وأسسوا فيها المدن ، وهذا كله ثابت في التاريخ والحفريات والآثار المختلفة والكنعانيين والعموريين والحثيين والغرغازيين والبرزيين والجرزيين .
وعرب فلسطين اليوم هم احفاد الكنعانيين واليبوسيين والفلستينيين وما اليهود الا عابرو سبيل في تاريخ فلسطين الحافل حسب ما تبين لنا في سرد الوقائع التي سنذكرها مرتبة حسب تسلسلها التاريخي .
فقد تما اكتشاف هياكل انسانية في فلسطين عمرها اكثر من 7000 سنة في جبل الكرمل ومجرى نهر الاردن ، وتم اكتشاف خزف وادوات مصقولة حجرية عمرها 150,000سنة في وادي الاردن ، والجليل وكهوف الكرمل وهذا يدل على ان فلسطين كانت مأهولة منذ 200,000سنة . ففي سنة 5000قبل الميلاد اي في العصر الحجري الحديث الذي يمتد من ( 6000 4000 )ق . م ، نشأت مدينة اريحا واسمها مشتق من ( يريحو) اي مدينة القمر لانهم كانوا يعبدون القمر في ذلك الوقت . وتعتبر اريحا اقدم مدينة في التاريخ وكانت مركزا تجاريا هاما ، وقد عثر مكانها على بقايا مساكنها البدائية وسورها القديم وعمرها 7000 سنة ، ثم نشأت مدينة ( جازر) وهي بمعنى شاهق وذلك في مكان ( ابو شوشة ) قرب مدينة الرملة .
ففي سنة 2500 قبل الميلاد استقرت موجة من الهجرات السامية القادمة من الجزيرة العربية في فلسطين وهم الكنعانيون ، وبدأو يقيمون مراكز ثابتة لهم ويمارسون التجارة والزراعة والصناعات الخفيفة فأقاموا أول حضارة وهم أول من أسس دولة في العالم .
وفي سنة 2000قبل الميلاد أنشأ الكنعانيون عدة مدن مثل القدس ونابلس وجدداو مدينة اريحا .

وكان الكنعانيون ينقسمون الى عدة قبائل :

1 – اليبوسيون : وكانت منازلهم في منطقة القدس حيث سميت القدس (يبوس) نسبة لهم ، واشهر من حكمهم (ملكي صادقي) الذي آمن بالتوحيد .

2 – العناقيون : وكانوا يقيمون في منطقة الخليل وغزة واسدود .

3 – الحويون : وكانت منازلهم في منطقة نابلس وشمال قلسطين .

4 – العمالقة : وكانوا في النقب .

5 – الغرزيون : وكانوا في منطقة اللد والرملة .

6 – الجرجاشيون : وكانوا في شرق طبريا وجنوبها .

وحوالي سنة 1950قبل الميلاد جاء الى فلسطين العموريون وهم عرب واقاموا

حضارة مزدهرة وشيدوا عدة مدن مثل الخليل ودير دبوان .

بين سنتي 1800-2000قبل الميلاد اصبح جنوب فلسطين جزءا من دولة

موحدة مع مصر تحت حكم الاسرة الثانية عشرة الفرعونية . وكانت اهم المدن

في فلسطين في ذلك الوقت هي يبوس (القدس) ، شكيم(نابلس)، رافيا) رفح) ،

وقرية اربع (الخليل)،اريحا ،جازر،مجدو،يوطة(يطا)،عراد،حازور.

في سنة 1805قبل الميلاد خرج ابراهيم عليه السلام من بلدته (أور)في جنوب

العراق مع اخيه لوط عليه السلام وتوجها الى حاران جنوب تركيا ثم جنوبا الى

سوريا وفلسطين ، واقام ابراهيم في فلسطين فترة من الزمن ونزل مدن حاصور وشكيم وعاي ويبوس وقرية اربع وبئر السبع ودعا الناس الى الايمان بالواحد الخالق فآمن به الكثيرون ، وبهذا تكون فلسطين من اقدم البقاع التي عرفت التوحيد ، وقد صلى ابراهيم عليه السلام في مكان المسجد الاقصى مع الملائكة .

ومن فلسطين توجه ابراهيم عليه السلام الى بلدة في مصر جنوب القاهرة ، اما

اخوه لوط عليه السلام فقد ذهب الى سكان (سدوم وعمورة) بجوار البحر الميت

حيث ارسله الله تعالى لهدايتهم ولكنهم بغوا وفسقوا فخسف الله بهم الارض ورحل

لوط عليه السلام وقومه الذين آمنوا به الى شرق الخليل حيث اقام ومات هناك

وكان ابراهيم عليه السلام قد عاد الى فلسطين مرة اخرى بعد زواجه من هاجر

ورزقه الله بولديه اسحق واسماعيل عليهما السلام ، وبعد ذلك توجه الى الحجاز

واودع ولده اسماعيل ووالدته هناك ، وكانت محاولة ذبحه حسب ما ورد في

القرآن الكريم وبنى سيدنا ابراهيم الكعبة المشرفة وبعدها بأربعن سنة بنى المسجد

الاقصى حسب ما ذكر بعض المؤرخين . ومات سيدنا اباهيم عليه السلام في

فلسطين وعمره 175سنة . ما بين سنة 1570-1675قبل الميلاد سيطر الهكسوس

وهم من آسيا الصغرى على المنطقة التي شملت مصر وفلسطين ولبنان وسوريا

وشمال العراق .

وفي سنة 1240قبل الميلاد هرب بنو اسرائيل (العبرانيون ) بقيادة موسى عليه

السلام من مصر الى سيناء بعد ان طرده فرعون من وكان الكنعانيون في ارضهم ووطنهم يزرعون ويعمرون ويتاجرون .
مصر عندما دعاه الى التوحيد

والايمان بالله . وكان موسى عليه السلام قبل ذلك قد هرب من مصر بعد قتله لاحد

ابناء بلدته وذهب الى شمال سيناء وقابل النبي شعيب عليه السلام وتزوج ابنتيه

وبعد ان منحه الله النبوّة عاد لمصر وهذا ما ذكره القرآن الكريم .

واسم بني اسرائيل هو نسبة الى يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليه السلام حيث كان

يلقب باسرائيل . وتسمية العبرانيين اختلف فيها المؤرخون ، فمنهم من قال بسبب

عبورهم نهر الأردن مع يوشع بن نون ، ومنهم من قال نسبة الى قبائل (عابيرو)

وهم من اللصوص وقطاع الطرق سكنوا جنوب سوريا وتحالفوا مع بني اسرائيل

في غزوهم للكنعانيين واندمجوا مع بعض . والعابيرو ليس لهم اصل واحد، بل هم

من عدة اقوام امتهنوا السلب والنهب في حياتهم وهذا الرأي الاخير هو الأرجح .

وقد تاه بنو اسرائيل في سيناء 40سنة ولذلك سميت صحراء التيه في تلك الفترة ،

وحوالي سنة 1205ق.م جاء الى فلسطين جماعة من جزيرة كريت في بحر ايجة

اسمهم (الفلستينيون) فحلوا على ساحل فلسطين التي كانت تدعى حينئذ أرض كنعان

وانتشروا في منطقة الساحل الخصبة من حيفا الى غزة ، وهم من الزراع والصناع

وسميت منطقة الساحل باسمهم (فلستينا) او (بلاد البلشيم ) وكانوا متحالفين مع الكنعانيين في الحروب والتجارة والعمران .

سنة 1200قبل الميلاد بعث موسى عليه السلام بعض اتباعه الى فلسطين للتعرف

على سكانها فرجعوا له بعد فترة وقالوا له انها ارض تفيض لبنا وعسلا وفيها من

الخيرات الكثير ، وان فيها قوما اشداء جبارين ، فلما عرض موسى عليه السلام

الامر على بني اسرائيل اجابوه بأنهم لا طاقة لهم بمحاربة هؤلاء الجبابرة وقالوا

له (اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ) حسب ما ذكر في القرآن الكريم .

وحاول موسى عليه السلام الدخول الى فلسطين من الجنوب فمنعه سكان المنطقة

من العمالقة – وهم فرع من الكنعانيين – من المرور فاتجه مع قومه الى خليج

العقبة ودخل شرق الاردن من الجنوب وتوجهوا شمالا واقاموا شرق البحر الميت.

ورأى موسى عليه السلام جبال فلسطين على الضفة الاخرى ، ومات هناك هو

وأخوه هارون عليهما السلام حيث عاش سيدنا موسى 120سنة ولا يزال هناك في

نفس المكان ما يدعونه وادي موسى . وبعد ذلك تولى يوشع بن نون قيادة بني

اسرائيل وتحالف مع قبائل (عابيرو) سكان جنوب سوريا وهم من اللصوص وقطاع

الطرق . وفي سنة 1186قبل الميلاد قادهم يوشع الى غزو الدولة الكنعانية فاحتلوا

اريحا بالحيلة والخداع ومساعدة العاهرات فذبحوا سكانها وارتكبوا ابشع الجرائم

وقتلوا كل الاحياء حتى الحيوانات لم تسلم منهم وهذا مذكور في كتابهم التلمود في

(سفر التكوين ) وكذلك فعلوا في عدة اماكن اخرى من الذبح والتنكيل .

وبقي العبرانيون في حرب ضروس مع الكنعانيين اصحاب الارض يوشع ، وتولى

(شارل بن قيس) كأول ملك عليهم والذي كان يلقب(طالوت)واستمرت الحرب سنوات لم يستطع العبرانيون خلالها تجاوزمنطقة اريحا وما حولها.
وكان داود عليه السلام احد قادة طالوت واستطاع ان يقتل ملك الفلسطينيون المتحالفون واصبح داود عليه السلام ملكا على العبرانيين واستطاع احتلال الكثيرمن فلسطين واحتل القدس واصبحت عاصمته وسميت المدينة(مدينة داود)ولكنه لم يستطع دخول اراضي فلسطينيين على الساحل .
وبقى اصحاب الارض الكنعانيون سوى بعضهم رحل الى لبنان وشمال افريقيا.

وخلال حكم داود عليه السلام واجهه (اشبوشيت) ابن شاول فقتله ثم عارضه ابنه (ابيشالوم) فحاربه وقتله . ثم خلف الملك سليمان اباه داود عليهما السلام سنة 923قبل الميلاد فعمر مملكته وقواها واهتم بالعمران وبنى الهيكل في القدس حيث له البنائين المهرة وذلك في مكان بين المسجد الاقصى والسور الشمالي للحرم الشريف يبعد عن المسجد الاقصى حوالي 250مترا والهيكل هو مقر الحكم للنبي سليمان ومات سليمان عليه السلام سنة 923قبل الميلاد . وكانت فترة حكم داود وسليمان عليهما السلام هي العصر الذهبي للعبرانيين وقد استمرت (23)عاما وهي الفترة التي حكموا فيها فلسطين حكما كاملا دون ان يحتلوا فلستيا او الساحل الفلسطيني من حيفا الى غزة ورغم ذلك كان الكنعانيون اصحاب الارض يعيشون في وطنهم يزرعون ويعمرون.

وبعد موت سليمان عليه السلام انقسمت المملكة العبرية الى قسمين :
الشمالي واسمه مملكة اسرائيل وعاصمتها السامرة (سبسطية اليوم) والمملكة الجنوبية وعاصمتها القدس ، وكانت المملكتان في حرب مستمرة ما بينهما .
وفي سنة 722ق.م حطم ملك الاشوريين (سرجون الثاني) مملكة اسرائيل نهائيا واسر رعاياها وسبى الكثير منهم الى الشرق حوالي (28الف نسمة)
واسكن مكانهم الكوثيين وهم من فارس وعرفوا فيها بعد به (السماريين)
نسبة لساماريا او السامرة ) سبسطية اليوم ) حيث اتخذ ملك السماريين (يربعام) ساماريا عاصمة له بعد تركه سكيم (نابلس اليوم) العاصمة الاولى لمملكته . وكانت مملكة ساماريا تسمى مملكة الاسباط العشرة .
حاول الأشوريين احتلال مملكة يهودا في الجنوب فلم يستطيعوا وذلك لتفشي وباء قضى على الكثير منهم فرحل معظمهم الى الشرق .
ثم اخذ سلطان الاشوريين في الزوال فدمر الميديون عاصمتهم، وفي تلك الاثناء كان الكلدانيون (البابليون) يتعاظمون شيئا فشيئا فتقدموا من بابل واقتسموا مملكة اشور مع الميديين . وكان من نصيب ملك الكلدانيين
(نبوخذ نصر) سوريا وفلسطين ، وفي سنة 597ق.م. دخل نبوخذ نصر الى مملكة يهودا واخذ ملكها (يواقيم) وعشرة آلاف من سكانها من ضمنهم نبيهم
(حزقيال) الى بابل مسبيين، وهو السبي البابلي الاول ، وابقى على بعض السكان واصبحت يهودا تابعة للامبراطورية البابلية .
ثم جاء نبوخذ نصر مرة اخرى سنة 587قبل الميلاد نهائيا ودمّر اورشليم وسبى 50الفا من سكان يهودا وهو ما سمي بالسبي البابلي الثاني ، وهاجر من بقي من اليهود الى مصر ومنهم نبيهم (ارمياه) الذي تنبأ لهم بنهايتهم المحزنة ورحل بعضهم الى يثرب في الحجاز ووادي القرى ، وهكذا انتهى وجود العبرانيين في فلسطين نهائيا .

سنة 539قبل الميلاد استطاع (قورش) ملك الفرس احتلال بابل وضم اراضيهم لبلا امبراطوريه ومن ضمنها فلسطين ، وفي سنة 535قبل الميلاد سمح (قورش) لبعض اليهود من سبايا بابل بالعودة لفلسطين بتأثير زوجته اليهودية (استير). وفي سنة 332قبل الميلاد غزا الاغريق بقيادة الاسكندر الاكبر المقدوني فلسطين في طريقه الى مصر وبقيت فلسطين تحت حكم الاغريق عشرة سنوات . وفي سنة 322قبل الميلاد اصبحت فلسطين تحت حكم (البطالمة) في مصر بعد موت الاسكندر . وفي سنة 312قبل الميلاد بدأ العرب يظهرون كقوة لا بأس بها وهم عرب اقحاح لم يتمكن احد من استعبادهم لا الاشوريون ولا الفرس ولا الاسكندر ، وكانوا تجارا ورعاة
وعاصمتهم (البتراء) الغنية التي اصبحت نقطة التقاء الطريق الرءىسية .
وبدأ الانباط يوسعون مملكتهم فوصلوا نهر اليرموك سمالا، وفي سنة 300ق.م. دخلوا شرقي فلسطين وجنوبها بعد احتلال اراضي مؤاب وعمون في شرق الاردن . ولكن فلسطين اصبحت تحت حكم السلوقيين في سوريا اسميا وذلك سنة 198ق.م. وفي سنة 88 قبل الميلاد ، احتل الانباط العرب دمشق وحوران ومن في حكمهم واصبحت فلسطين كلها تحت حكمهم .
واستمر الانباط في توسيع مملكتهم حتى شملت شواطىء الجزيرة العربية ودخلوا الحدود المصرية حتى دلتا النيل الشرقي واسسوا مدينة (الحوراء)
على شاطىء البحر الاحمر الشرقي .

وفي سنة 64قبل الميلاد استولى القائد الروماني (بومباي)على سوريا وفلسطين وضمها الى روما واصبحت فلسطين تحت حكم الرومان مباشرة
وكانت هذه المنطقة تسمى بمملكة (هيروجس الكبير) والتي بدأت منذ سنة 38قبل الميلاد الى سنة 100ميلادية . وقد قام هيرودس هذا باعمار عدة مدن في فلسطين ، فقد جدد السامرة وزينها مثل المدن الرومانية وسماها (سبسطية)
وأقام مدينة قيصرية (قبسارية)على احدث طراز ومدينة (انتيباتريس)وهي قرية رأس العين حاليا على منبع نهر العوجا شمال اللد ومدينة فصايل وجدد اريحا وصفورية وعسقلان وشيد الكثير من القلاع والحصون واصبحت المنطقة في عهده من اجمل وأقوى المناطق . بعد ميلاد السيد المسيح عليه السلام تحالف اليهود ضده وبدأوا محاولة قتله وصلبه فانقذه الله من براثنهم..
قال الله تعالى (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم) صدق الله العظيم .
سنة 70بعد الميلاد قام الامبراطورالروماني (فسابسيان)الذي تولى الحكم بعد نيرون فحمل اليهود مسؤولية صلب المسيح ظلما فأرسل ابنه (تيطس)على رأس جيش كبير فدخل القدس ودمرها من جديد وبنى (هدريان)مكانها مدينة حديثة وسماها (ايليا كابيتولينا)نسبة لعائلته ومنع اليهود من دخولها ، وبقي اسم
(ايليا)للقدس حتى الفتح الاسلامي ، ولم يكن لليهود اية صلة بفلسطين اطلاقا.

وفي سنة 267ميلادي غزت الملكة العربية (زنوبيا)ملكة تدمر ...سوريا ومصر وفلسطين وضمتها لمملكتها وبعد خمس سنوات هزم الرومان بقيادة (اورليان)الملكة زنوبيا ودمر مملكة تدمر واحتل فلسطين من جديد .
وفي سنة 326م أمرت المملكة الرومانية (هيلانة)ببناء كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم ودشنت القيامة سنة 335م .وبقي الرومان يضطهدون اليهود اينما كانوا لكثرة ما كانوا يعيثون فسادا ويتآمرون على الامبراطورية الرومانية .وفي سنة 395م انقسمت الامبراطورية الرومانية الى قسمين واتبعت فلسطين الى المملكة الشرقية (بيزنطة). وفي عهد الامبراطور البيزنطي (ليون) جعل على فلسطين حاكما عربيا هو (امرؤ القيس ) الشاعر المعروف وذلك بين سنة 457-447م . وفي سنة 529م حاول السامريون الذين اجبرهم اليهود على اعتناق اليهودية ، الثورة في شمال فلسطين ولكن دولة الغساسنة العربية قهرتهم وخربت ديارهم واجبرت معظمهم على الدخول في النصرانية ولم يبق منهم الا القليل وهم يعيشون الآن في قرية (البكيرة) غربي مدينة صفد في الجليل وعدد آخر في مدينة نابلس .

هاجمت جيوش الفرس فلسطين سنة 214م فاحتلوها ، وانتقموا من النصارى وقتلوا منهم 60ألف نصراني وهدموا الأديرة والكنائس ومن ضمنها كنيسة القيامة ونهبوا منها الكنز وذلك في عهد ملك الفرس (خسرو). سحق (هرقل) ملك الروم جيوش الفرس سنة 627م واستعاد فلسطين وسوريا واعاد الصليب ورفعه على القدس في 14/9/628 م ولا يزال النصارى يحتفلون في نفس هذا اليوم من كل عام بعيد الصليب . وفي سنة 432 م دخل المسلمون الى جنوب فلسطين بعد هزيمة (سرجيوس) حاكم الجنوب الروماني . وفي السنة نفسها هزم الملسمون (ثيودور) شقيق هرقل في وادي سنت ، وفي السنة التالية دخل المسلمون دمشق بقيادة خالد بن الوليد . جهز هرقل قائد الروم جيشا ضخما سنة 636م وتقابل مع المسلمين على ضفتي نهر اليرموك وكانت معركة اليرموك الفاصلة التي هزم فيها هرقل شر هزيمة . وتقدم المسلمون نحو القدس وحاصروها الى ان جاء الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ) وتسلم المدينة البطريرك(صفرونيوس)
واعطى سكانها عهدا بحرية العبادة وحسن المعاملة وذلك في سنة 638م وأمر الخليفة عمر ببناء المسجد الاقصى من جديد بعد تطهير وتنظيف مكانه الذي كان خرابا ، ولم يسمح لليهود بدخول القدس سوى للعبادة في منطقة جبل الزيتون . سنة 640م اتم المسلمون فتح العديد من مدن فلسطين بعد سقوط (قيسارية) ففتحوا (سامارية) ونابلس واللد ويافا وغزة واصبحت فلسطين جزءا من الدولة الاسلامية .

وتصبح فلسطين جزءا من الدولة الاموية بين سنة 661م- 750م. وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان الاموي سنة 675م يأمر عبد الملك ببناء مسجد الصخرة المشرفة واعادة بناء المسجد الاقصى ، وذلك بطراز اسلامي رائع له مثيل ولا يزال . وفي عهد سليمان بن عبد الملك تم انشاء مدينة الرملة وبناء المسجد الابيض فيها ويجعلها عاصمة ادارية لجيشة . اصبحت فلسطين جزءا من الدولة العباسية ما بين سنة 750م – 868م . وفي سنة 754م يأمر الخليفة العباسي المنصور ببناء المسجد الاقصى من جديد بعد الزالزال المدمر الذي ألم به . بين سنة 868م- 1070م تتبع فلسطين السلطنة العربية (الطولونية) في مصر . ثار القرامطة سنة 929م ودمروا كنيسة القيامة على رأس من كان فيها . وفي سنة 1072قام (السلاجقة التركمانيون) القادمون من خراسان بمهاجمة فلسطين واحتلوا القدس بقيادة الجنرال الخوارمي (اتسيز) وواصلوا سيرهم الى مصر ولكن الفاطميين هزموا آنذاك . ونذكر هنا بعض القبائل التي استقرت في فلسطين ومشارفها قبل الاسلام فمنهم من خلف حضارة ومنهم من بقي له جذور وفروع ومنهم من انصهر مع الاقوام الاخرى ومنهم من اندثر نهائيا . وهذه القبائل هي :
1- ثمود : وهم عرب كانوا يسكنون في مدائن صالح ووادي القرى بين الشام والحجاز وقد قام الملك الاشوري سرجون الثاني بترحيل قسم منهم الى السامرة (سبسطية) سنة 722ق.م. وبقي قسم منهم مستقرا في جنوب الاردن في بلاد الانباط وشمال الحجاز في جنوب الاردن في القرن الثاني للميلاد ولم يعد يسمع عنهم بعد القرن الخامس الميلادي .
2- سليح : وهم عرب قطحانيون كانوا في شمال فلسطين وجبل الشيخ الى ان طردهم الغساسنة في القرن السادس للمسلاد فتشتتوا في الارض .
3- جذام : وهم قحطانيون نزلوا مكان ثمود في جنوب الاردن وشمال الحجاز وقسم منهم ذهب الى مصر ومنهم جماعة كبيرة اعلنت اسلامها في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ، وانتشروا في معظم انحاء فلسطين والاردن ومصر ومن احفادهم عرب بني صخر في الاردن والجبارات في بئر السبع وآل الحاج في نابلس وعرب العائد في سيناء ومصر والبواسل في مصر وآل هيكل في يافا وآل مرة في نجد .
4- عاملة : من القحطانيين سكنوا جنوب شرق البحر الميت ورحل قسم منهم الى الجنوب لبنان عند جبل عامل المسمى باسمهم حتى الآن ولا زال احفادهم هناك وفي شمال فلسطين .
5- لخم : وهم ابناء عمومة جذام وعاملة وكانوا يقيمون في جنوب سوريا وشرقها وجنوب ووسط فلسطين وفي مصر وكان منهم ملوك الحيرة في العراق ودولة بني عبّاد في اشبيلية بالاندلس سنة 1032م ، ومن احفادهم المساعيد في الغور وبنو نبهان في بئر السبع والتميميون في الخليل ونابلس وبئر السبع والكرك وآل المجالي في الاردن والغنيمات في مأدبا وآل رسلان في لبنان وبني مر في مصر .

6 – القينيين : وهم قحطانيون نزلوا شرق الاردن وفي الاغوار .
7- بنو كلب : وهم ابناء عمومة القينيين نزلوا بالحجاز وجنوب الاردن وفي جبل الشيخ ومرج بن عامر ومن احفادهم السراحين في بئر السبع والهديبات في الخليل .
8- جرم بن ربآن : كانوا في جنوب فلسطين وشرق يافا ومن احفادهم العزازمة في بئر السبع وآل عزام في مصر وحوران .
9- ذبيان : كانت منازلهم في الغور وفي حوران .
10- بنو عذرة : كانوا في جنوب فلسطين وشمال الحجاز ومنهم الشاعر المعروف جميل بثينة .
11- بنو ضبة : كانوا في جبل الشيخ وشمال فلسطين وفي نجد وفي العراق .
12- بنو بهراء : وكانت منازلهم بجوار البحر الاحمر وسكن بعضهم في حوران وطولكرم وغزة ومنطقة جنين . وهؤلاء كلم عرب .

في سنة 1099م بدأت الحروب الصليبية التي قامت بحجة حماية الصليب والديانة النصرانية . فدخل الصليبيون الى القدس في حملتهم الاولى بقيادة (جودفري) الذي هزم الجيش العربي في عسقلان واحتل يافا وبيسان ونابلس وطبريا وأنشاء الصليبيون مملكة بيت المقدس الصليبية وعاصمتها القدس واصبح (جودفري ) اول ملك لها . وكانت هذه الحملة الصليبية قد انتصفت بالوحشية والبربرية حيث ذبحوا الكثير من المسلمين . في سنة 1164 أستطاع نور الدين زنكي من هزيمة الصليبيين في عسقلان وغزا مصر وولى نائبه (شيركوه) وزيرا لمصر ، ثم خلفه صلاح الدين الايوبي بحرب الصليبيين فهزم ملكهم (بلدوين الرابع ) في معركة بانياس سنة 1185م ، وفي سنة 1187م لقي صلاح الدين الفرنجة في موقعه حطين الخالدة وهزمهم شر هزيمة وقتل ملك الكرك وأسر ملك القدس وحرر القدس فيما بعد منهم وكانت اكبر كارثة تحل بالصليبيين . واكمل صلاح الدين الايوبي فتوحاته فحرر نابلس وقيسارية ويافا وعكا والناصرة وحيفا وتابع اخوه العادل فحرر المجدل والتقى مع اخيه في عسقلان ، فهب ملوك اوروبا متنادين ليجهزوا حملة ضخمة تحت اشراف البابا ضمت ملك انجلترا (فريدريك الاول) ، وهي ما سمت بالحملة الصليبية الثالثة ، وانطلقت الحملة سنة 1189م الى قلسطين ودخلت مدينة عكا بالخيانة والغدر واحتلت جزيرة قبرص وبعض مدن ساحل فلسطين ولكنهم لم يستطيعوا الوصول الى القدس . وعقد معهم صلاح الدين معاهدة سنة 1192م ، ويبقى فيها تحت حكمهم شريط ساحلي ضيق بين صور ويافا مع السماح لهم بزيارة القدس ورجع الملوك الى بلادهم ، وتوالت عدة حملات صليبية بعد ذلك وخاصة بعد وفاة صلاح الدين الايوبي ، ولكنها لم تحقق شيئا يذكر .

وفي سنة 1238م هاجم الخوارزميون المغول سوريا ودخلوا فلسطين واحتلوا القدس وهدموا كنائسها واتحد معهم المصريون ولكن الخوارزميون اختفوا مع المصريين فتركوا تحت حكم مماليك مصر . سنة 1250 قضى المماليك في مصر نهائيا على الدولة الايوبية وأنشأوا سلطنة في مصر والشام وفلسطين . سنة 1258 يزحف المغول من الشرق بقيادة (هولاكو ) ، وبعد ان دمروا بغداد وانهوا الخلافة العباسية ، اتجهوا لسوريا واحتلوا دمشق سنة 1260م ودخلوا فلسطين ولكن السلطان (قطز) بعث لهم جيشا بقيادة (بيبرس ) الذي الحق هزيمة مذكرة بهم في معركة (عين جالوت ) وفي هذه الاثناء كان الصليبيون يساعدون المغول في تحركاتهم .
بدأ بعدها بيبرس القائد المنتظر يحرر المدينة تلو الاخرى وقاتل الصليبيين واحتل الكرك والناصرة وقيسارية وصفد ويافا وعسقلان وانطاكية ولم يبقى في يد الصليبيين سوى عكا .
وفي سنة 1279م تابع الملك المنصور قلاوون قتال الصليبيين واستطاع خليفتها الاشراف بن قلاوون ان يفتح عكا ويطرد آخر أثر للصليبيين من فلسطين وذلك سنة 1291 فنقلوا عاصمتهم المزعومة لقبرص

عهد الحكم العثماني :
بين سنتي 1520-1516 احتل السلطان العثماني (سليم الاول) بلاد الشام وفلسطين حيث اصبحت فلسطين جزءا من ولاية دمشق وذلك بعد حرب دامية مع المماليك انتهت بانتصار سليم الاول عليهم في معركة (مرج دابق) . استمر الحكم العثماني لفلسطين 400 (أربعمائة سنة ) تخللها الكثير من التطورات والاستقلالات الصغيرة ضمن الامبراطورية العثمانية . ففي سنة 1550ولغاية 1535 يمد (فخر الدين المعني ) حاكم لبنان نفوذه الى جزء من فلسطين .
بين عام 1662-1600م استقل (آل رضوان) بحكم منطقة غزة .
بين عام 1677-1601م استقل (آل طرباي )بحكم منطقة جنين .
بين عام 1775-1737م استقل الشيخ (ضاهر العمر) بحكم منطقة صفد ثم يوسع اراضيه وحكم طبريا ونابلس وعكا والناصرة .
وفي سنة 1804-1775م يخلف (احمد باشا الجزار) محل الشيخ ضاهر العمر في ولاية عكا فحصنها ووسع سلطته فيها .
وكانت هذه الاسقلالات الصغيرة هي عبارة عن حكم ذاتي محدود في ظل الخلافة العثمانية
ولم يعلن اي منهم خروجه عن الدولة العثمانية .

سنة 1799م بعد ان احتل (ناباليون بونابارت ) مصر زحف الى فلسطين وحاصر يافال وقاتل حاميتها وحاصر عكا لمدة طويلة ولم يستطع دخولها ففشلت خطته ورحل وذلك في عهد احمد باشا الجزار . وفي سنة 1831 تتبع فلسطين حكم (محمد علي ) في مصر بعد ان نجح ابنه ابراهيم باشا في الانتصار على العثمانيين واقام دولة عربية خارجة عن الحكم العثماني ولكن بعد 9 (تسع ) سنوات لي في سنة 1840 استعادت الدولة العثمانية فلسطين من محمد علي .
في سنة 1840م كان عدد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 8 (ثمانية الاف يهودي ) .
في سنة 1878م اسس نفر من يهود القدس اول تجمع يهودي زراعي في بلدة (مليس ) العربية والتي سميت فيما بعد (بتاح تكفا ) وهي تعني (عتبة الامل ) وكان يمول هذا التجمع الرأسمالي اليهودي البارون روتيلد وقد دفع في تمويل هذه الحركة لغاية موته سنة 1934ما مقداره 150مليون فرنك ذهبا .

في تاريخ 1828/8/5 رست في ميناء يافا أول سفينة تحمل مهاجرين يهود الى فلسطين وأسمها (أصلان) وهؤلاء اليهود هم من حركة (بيلو) الصهيونية وكانوا ثلاثة عشر رجلا وامرأة واحدة وقد قدموا من رومانيا وأسسوا أول مستعمرة في فلسطين عند (عيون قارة ) جنوب يافا وسميت هذه المستعمرة (ريشون لسيون) وهي بمعنى الرمز الأول في صهيون . ومع نهاية سنة 1883 أصبح عدد اليهود في فلسطين 24 (اربعة وعشرون الفا ) . وفي سنة 1897 انعقد في مدينة بال بسويسرا المؤتمر الصهيوني الاول برئاسة (تيودور هيرتزل ) ويقررون فيه السعي لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . في سنة 1901 حاول (هرتزل ) اغراء السلطان العثماني /عبد الحميد الثاني بالمال فيعرض عليه تسديد ديون دولته مقابل الموافقة على اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين فيرفض السلطان عبد الحميد هذا العرض . سنة 1909 اتجه الصهاينة للعنف وأسسوا فرقا مسلحة لحماية انفسهم وكانوا يسمونها (نظام الهاشومير) اول الحراس اليهود .
سنة 1910 عقدت صفقة بيع اراضي لليهود في مرج بن عامر وسهل الحولة في املاك
(آل سرسق) اللبناني الأصل . ولم يستطع اليهود ومن وراءهم ان يشتروا اراضي فلسطين .

سنة 1914 نشبت الحرب العالمية الاولى فأعلن الشريف حسين امير مكة تأييده للحلفاء آملا في مساعدتهم له بعد الحرب . وفي هذا الوقت كان عدد اليهود قد وصل 85 (خمسة وثمانين الف يهودي ) حيث وصل 40 (اربعون الف ) يهودي اوروبي خلال عشر سنوات .
سنة 1914 وصل عدد المستوطنات اليهود (35) مستوطنة يسكنها (12) الف يهودي يملكون 400 الف دونما من اخصب اراضي فلسطين في مرج بن عامر والجليل وسهل سارونة .
خلال سنة 1915م تفاوض الشريف حسين مع مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر والذي وعده بأن تكون فلسطين جزءا من دولة عربية موحدة بعد الحرب تحت حكمه وذلك مقابل اشتراكه في الحرب مع الحلفاء ضد العثمانيين .

في 1916/5/16 خدعت بريطانيا العرب ووقعت اتفاقية (سايكس بيكو) مع فرنسا وتنص على تدويل فلسطين تمهيدا لوضعها تحت الانتداب البريطاني وتقسيم بقية البلاد العربية بين فرنسا وبريطانيا. وفي أيار 1916م اعدم جمال باشا السفاح 21من الوطنيين من ضمنهم ستة فلسطينيين هم على عمر النشاشيبي ، وأحمد عارف الحسيني ، وابنه مصطفى ، وسليم عبد الهادي ، وسيف الدين الخطيب ، ومحمد الشنطي وهم من القدس وغزة ونابلس وحيفا ويافا .
وستمر جمال باشا باعدام الوطنيين حتى وصل عددهم اكثر من 600شخصية وطنية .
وفي 1917/12/9 دخل الجنرال (اللنبي) القدس فاتحا. وفي ايلول سنة 1918 زحفت القوات البريطانية نحو فلسطين واستولت عليها من الاتراك ولولا معونة القوات العربية لما استطاعوا ذلك وبهذا توضع فلسطين تحت الادارة العسكرية البريطانية بعد احتلالها كاملا .
وبدأ عهد جديد مؤلم بالنسبة لفلسطين . وتدفقت افواج المهاجرين اليهود علنا وسرا تحت حماية الجيش البريطاني . وهكذا تستخلص مما سبق ان العبرانيين كانوا عبارة عن عباري سبيل في تاريخ فلسطين الحافل بالاحداث والحضارات المختلفة ولم يكن لهم وجود حقيقي طويل فمنذ بناء اول مملكة لهم في اريحا في عهد شاؤل ولغاية تدمير وجودهم نهائيا على يد (نبوخد نصر ) الكلداني ملك بابل خلال (420) سنة استطاع العبرانييون حكم ثلثي فلسطين ففي مندة (73) سنة هي مدة حكم داود وسليمان عليهما السلام فهذه المدة لا تقارن بالنسبة لتاريخ الحضارة في فلسطين الذي تجاوز 4400 سنة ولم يعطهم هذا اي حق في فلسطين . ولو فرضنا ذلك فللعرب حق كبير في اسبانيا وفي صقلية وفي مالطة ولتركيا الحق في جميع البقاع التي حكمتها اكثر من 400 سنة .

وعلينا ان نتعرف ان يهود اليوم ليس لهم اية صلة ببني اسرائيل الاوائل ولكنهم اقوام مختلفة اعتنقت الديانة اليهودية في اوروبا وآسيا وافريقيا وامريكا وليس لهم حق من قريب او بعيد برغم كتب الصهاينة التي ركزت على حقهم كما يدعون واشبعت التاريخ تزييفا وتدليسا في كتابهم التامود حتى الانبياء لم يسلموا من اقذع الصفات ، وذكرهم بصفات فاجرة ومقرزة وخاصة الانبياء دواد وسليمان وموسى عليهم السلام الذين ذكرهم قرآننا العظيم بصفات جليلة ، وهذا وان بني اسرائيل اكثر الاقوام الذين نزل عليهم الكثير من الانبياء والرسل بسبب ما كانوا عليه من فسق وانحطاط وهم الوحيدون الذين قتلوا انبياءهم وقد دعاهم المؤرخون قتلة الانبياء لانهم كانوا يحاربون كل من يدعوهم للهداية . ففلسطين ارضننا منذ آلاف السنين ولا تزال ولن تكون لغيرنا مهما كان التزييف والتدليس وستبقى ارضنا عربية .....عربية ......عربية .

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الاخوة : هذا من تاريخ فلسطين الحديث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدنا أن نلتقي بكم اليوم مجددا ، لنتابع واياكم البحث في التاريخ الفلسطيني ، من خلال محطات مفصلية ، أساسية ، كان لها التاثير المباشر على مجريات الأحداث والمتغيرات التي عصفت بواقع شعبنا ووطننا منذ فجر التاريخ ، وحتى يومنا الحاضر .

وسوف تتمحور دراستنا اليوم حول تاريخ فلسطين المعاصر ، بدءأ من الموتمر الصهيوني في مدينة بال السويسرية سنة 1897 ، وانتهاء بإغتصاب العصابات الصهيونية لأرض فلسطين ، وإقامة كيانها الاستيطاني العنصري عليها . وليس المقصود في دراستنا هذه ، أن نسرد الأحداث التاريخية على علاتها وعواهنها ، ولكن نحن نستعرضها واياكم ، لنحللها ، ونفهمها ، ونستخلص منها الدروس والعبر ، وفقا للمقاييس العلمية ، والحقائق التاريخية : الحياد ، والموضوعية والتجرد . ولن يكون الهدف من مثل هذه المحاضرة ان أسقط على حضراتكم الأحداث والاراء ، ولكن سنستعرض ، ونتدارس – ولا أقول : نتجادل – لان للجدل مفهوما آخر ، لا مكان له في مثل هذه الدراسات .

ونبدأ من حيث توقفنا في لقائنا الماضي ، مع المؤتمر الصهيوني في بال ، فما طبيعة هذا المؤتمر؟ وما أهدافه ؟ وما أهم ما صدر عنه ؟
1- مؤتمر < بال> الصهيوني – 1897 م - :
"الصهيونية" اسم لحركة سياسية انتشرت بين يهود اوروبا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ، واللفظ مشتق من كلمة " تسيون" العبرية ، وهي أسم لجبل يقع جنوبي غربي القدس " جبل صهيون" ، يزوره اليهود لاعتقادهم أن داود " عليه السلام " دفن هناك ، وفي التراث الديني اليهودي أن "يهودي" يسكن هناك . وبمرور الزمن صار الاسم يستعمل مجازا للدلالة على القدس ، ثم اتسع ليشنل " الأرض المقدسة" أي فلسطين كلها ، وفي العصر الحديث ، طرحه كمصطلح ذي مضمون سياسي الصحافي اليهودي النمساوي الأصل "ناثان بيرنياوم" ليصف به الحركة السياسة الداعية الى تهجير يهود العالم الى فلسطين ، وتوطينهم فيها ، بناءَ على الدعوة بالحق التاريخي لليهود في إقامة وطن قومي على أرضها .
ولم تلق دعوات الصهايونية في بادىء الأمر تجاوبا في صفوف اليهود في أوروبا لجهة الاسراع بالهجرة الى فلسطين ما دفع اللورد "ليندسي" الى القول في أحد تقاريره "الأفضل لنجاح المشروع ان ينتظر ظروفا أفضل ، يكون اليهود فيها قد أنشأوا تنظيمهم ومؤسساتهم التي تتحمل مسؤولية أعمال العودة وهذا ما حققه "تيودور هرتزل"