الدوافع والتكيف

الفقرة الاولى: الدوافع والتكيف
: العوامل التي تؤدي الى عدم تكيف الفرد

تتوقف سعادة الفرد وتكيفه السليم على مدى كفاية الذات في اشباع حاجاتها بما يتفق

والواقع وما يتوقعه المجتمع من الفرد ، الا انه قد تعترض سبيل الفرد عقبات تحول

دون اشباع هذه الحاجة ، فيختل توازن تكيف الفرد ويؤدي به هذا الى التعاسة والشعور بالنقص .

فما هي اذا هذه العقبات او العوامل التي تؤدي الى عدم تكيف الفرد .

العوامل التي تؤدي الى عدم تكيف الفرد هي :

1 – النقص الجسماني : كالاعمى ، الاصم ، الابكم ، والكسيح الذي تحول عاهاتهم بينهم وبين التكيف السليم .

2 – عدم اشباع الحاجات بالطرق التي تقررها الثقافة : تحدد الثقافة للفرد الطرق التي يجب ان يتم بها اشباع الحاجات ، مثلا : الطريقة المحددة لاشباع الحاجة الجنسية هي الزواج .
والبيئة كثيرا ما تحول بين الفرد واشباع حاجاته ، حتى اذا اقدم على اشباعها بالطريقة المتاحة المناقضة لما تقرره الثقافة كان مصيره النبذ .

3 – عدم تناسب الانفعالات والمواقف : أن الانفعالات الحادة المستمرة تخل من توازن الفرد ولها اثرها جسمانيا واجتماعيا ، فقد يؤدي الخوف الشديد في بعض المواقف بالاضافة الى خفقان القلب وسرعة النبض الى الاغماء وعجز الفرد عن التصرف .

4 – تعلم سلوك مغاير لمعايير الجماعة : تهدف التنشئة الاجتماعية الى ان يتعلم الفرد معايير السلوك في جماعته ، ويتخذ هذا السلوك اساسا لتمييز السلوك السوي عن السلوك المنحرف في هذه الجماعة . وقد تؤدي خبرات الأفراد الخاصة الى سبل من التكيف تنحرف بهم عن النمط ويصبح الفرد شاذا .

5 – الصراع بين ادوار الذات : ان الذات تلعب ادوارا تبعا لما يتوقعه المجتمع من الفرد ، وما يؤدي الى الصراع وعدم التكيف حاجة الفرد الى ان يلعب دورين متعارضين في وقت واحد
مثلا : صراع المرأة بين دورها كعاملة ودورها كزوجة وام .

6 – عدم اشباع الحاجة الى المركز : ان المركز هو المكانة التي يمثلها الفرد في النظام الاجتماعي في وقت من الاوقات . فالفرد قد يكون ابا في اسرته ، وزوجا مع زوجته ، واستاذا في مهنته ، وتلميذا في جامعته . وكل ما يهم الفرد هو ان يحدد مركزه بالنسبة للافراد الذين يتعامل معهم ، وليس من الضروري ان يسعى الى مركز الزعامة حتى يشعر بالطمأنينية ، فالخادم لا تتعدى مكانته كونه خادما ، غير انه قد يكون اسعد حالا من سيده الوزير مثلا الذي لا يشعر بالطمأنينة من ناحية مركزه .

7 – عدم فهم المرء لذاته : يكون الفرد فكرة عن ذاته ، ويحدد لنفسه طموحا يتناسب مع قدراته الجسدية والعقلية . ويختلف الافراد فيما بينهم في مستوى طموحهم ، فالواقعي منهم يطمح الى مستويات قريبة من مستوى قدراته ، على حين نرى بعض الذين لا يقدرون انفسهم تقديرا صحيحا وقد وضعوا لانفسهم اهدافا تفوق مستوى قدراتهم ، واذا ما أصيبوا بالفشل شعروا بالمرارة والتعاسة .

8 – عدم القدرة على الادراك والتمييز لبعض العوامل النفسية : ومما يعوق قدرة الفرد على تمييز الاهداف والوسائل المناسبة في مجال حياته والتي تؤدي الى تكيفه السليم ، وهو عدم وضوح بعض العناصر في هذا المجال وضوحا يؤدي الى تمييزها وادراكها بما يهيىء انتهاج السبيل القويم . من العوامل النفسية التي تؤدي الى عدم قدرة الفرد على التمييز والوضوح ضيق مجال حياة الفرد ضيقا يتعسر معه تمييز عناصر مختلفة ، يبعدها عن دائرة التمييز ضيق المجال هذا . كالمحب الذي يسيطر عليه الحب والذي لا يرى في محبوبته الا الجمال والخلق الكريم ، ويمنعه هذا من رؤية مساوئها .

الفقرة الثانية : الصراع والإحباط
البند الاول : الصراع
اولا : معنى الصراع

يتضمن الصراع في الاصل وجود دافعين لا يمكن تلبيتهما في وقت واحد ، أي انه حالة يمر بها

الفرد حين لا يستطيع ارضاء دافعين معا ، ويكون كل منهما قائما بذاته مثل ذلك الرجل الذي

يرغب بالزواج من امرأة ، ويخاف من ان يمنعه ذلك من متابعة القيام بواجباته نحو أمه واخوانه.

والطفل الذي يقف حائرا بين تلبية طلب ابيه والبقاء في البيت لمتابعة دراسته وميله الى التمتع

بجو الربيع الجميل والخروج الى احضان الطبيعة . والشاب الذي يصارع نفسه محتارا بين تقرير

الانتساب الى كلية الطب او الانتساب الى كلية الصيدلة .

كذلك المرأة التي تعاني من الضيق في حياتها الزوجية وهي في صراع داخلي بين قبول هذا

النوع من الحياة من اجل اطفالها ، او التخلي عن حياتها الزوجية من اجل راحتها الشخصية .

والكثير من حالات الصراع تنشأء بسبب ما يضعه المجتمع من موانع وعرقيل في وجه الكثير

من الدوافع القوية التي يحملها الأفراد معهم . لا تقف حالات الصراع عند هذا الحد ، بل تقود

احيانا الى توتر واضطرابات شديدة ، وقد تكون احيانا الطريق الى بعض حالات الشذوذ القاسية.

ثانيا : الصراع الشعوري والصراع اللاشعوري

ان الكثير من حالات الصراع التي نمر بها شعوري ، ولكن بعضها يبقى في مستوى اللاشعور،

كما ان البعض الآخر يبدو شعوريا ولكنه ينطوي في الأعماق على عناصر لاشعورية .

ففي حال حيرة الشخص بين الذهاب الى النزهة والبقاء في البيت الى جانب ابيه المريض ، يكون

الصراع شعوريا ، لان الفرد في هذه الحالة يكون مدركا لطرفي الصراع .

لكن هذا الصراع الشعوري يحتمل ان يقود التحليل فيه الى ايجاد عناصر لا شعورية .

الا اننا نتصرف احيانا تصرفا يبدو في الظاهر غريبا ولا نجد له تفسيرا واضحا حين تفحصه ,

مثال ذلك يقال في الصراع لدى الزوجة بين رغبة في الاستقلال في تفكيرها والعيش مع زوج

مساوي لها في مسؤوليات الحياة الزوجية وبين حاجتها الى عطف الأب المتمثل في الزوج ،

وتحمله المسؤوليات واعتمادها عليه في كل شىء يتصل بحياتها .

ان هذا الصراع بين الحاجة الى التحرر والاستقلال ، والحاجة الى الرعاية والاعتماد على الآخر

كثيرا ما يكون مسؤولا عن حالات خلاف بين زوجين يصعب الكشف فيها عن عوامل ظاهرة .

ثالثا : انواع الصراع
انواع الصراع هي اربعة : صراع الاقدام والاقدام 2 – صراع الاحجام والاحجام 1 -
صراع الاقدام والاحجام _ 3الصراع بين مكونات الأنا الأعلى - 4

صراع الاقدام والاقدام : يظهر هذا النوع من الصراع عندما تكون أمام رغبتين ايجابيتين

من حيث الانجذاب ، ولكن علينا ان نختار بين الامربن او الشيئين لاننا لا نستطيع الحصول

عليهما معا . مثال ذلك عندما نصارع انفسنا فيما يتعلق بشراء واحد من كتابين ، نريد كلا

منهما ولا نستطيع شراء اكثر من واحد . وايضا الطفل الحائر بين شراء كتاب قصصي كثير

الالوان وشراء لعبة مغرية ، ولا يستطيع الحصول على الاثنين معا .

2 – صراع الاحجام والاحجام : يتكون الشخص في هذه الحالة امام دافعين كل منهما يدعوه

الى تجنب حالة ما ولا يستطيع تجنب الحالتين معا ، كالجندي في المعركة الذي لا يرغب في

الهجوم خوفا على حياته ، ويخاف من الهروب لئلا يتهم بالجبن او الخيانة ، ويكون عليه في

النهاية ان يختار بين الحالتين .

3 – صراع الاقدام والاحجام : يكون الشخص هنا في موقف ينطوي على رغبتين في اتجاهين :

اتجاه الاول ايجابي والثانية سلبي . مثال ذلك الذي يرغب في مشاهدة مباراة كرة قدم ولكنه يخاف

اخطار رداءة الجو .

4 – الصراع بين مكونات الأنا الأعلى : يكون ذلك عندما يحدث صراع بين قيمة اخلاقية

واخرى ، او بين معيار اجتماعي واخر ، مثلا : الصراع لدى الشاب بين واجبه نحو الام

وواجبه نحو الزوجة حين يدب الخلاف بين الاثنتين .

البند الثاني : الاحباط
اولا : معنى الاحباط

الاحباط هو عملية تتضمن ادراك الفرد لعائق يعوق اشباع حاجة له ، او توقع حدوث هذا

العائق في المستقبل . ويحدث الاحباط نتيجة ادراك الفرد ما ينطوي عليه الموقف المحيط

به من شروط تقف في وجه اشباع الدافع الموجود لديه . وهكذا يكون الامر في حال شاب يشعر

بحاجة ملحة لمتابعة الدراسة ولكن ظروفه المادية تمنعه من ذلك . ام العائق فقد بكون خارجيا

مثل وجود نهر لا يستطيع الشخص قطعه ، وقد يكون داخليا ، مثل فكرة معينة او قيمة اخلاقية

او خبرة سابقة . كما انه قد يكون العائق ظرفا خاصا او عاما ، فالطالب الذي يبحث عن كتاب

يلزمه للامتحان ولا يجده يمر باحباط يخصه . الا ان المجاعة التي تهدد بلدا ما ، يواجه كل

افراده موقف احباطي .

ثانيا : انواع الاحباط
يمكن تصنيف اشكال الاحباط على الوجه الثالي :

1 – الاحباط الاولي والاحباط الثانوي :

يكون الاحباط على نوعين من حيث وجود موضوع غرض الدافع او عدم وجوده ، فاذا كان

الموضوع اللازم لتلبية غرض الدافع غير موجود كان الاحباط اوليا . مثال ذلك : العطش

الحاصل عند انسان في صحراء والماء غير موجود . اما اذا كان الموضوع موجودا ، ولكن

وجد غائق يمنع الحصول عليه كان الاحباط عندئذ ثانويا .

2 – الاحباط السلبي والاحباط الايجابي :

اذا كانت الحاجة موجودة ، ووجد ما يعوق حصولها على غرضها ، من غير ان يرافق ذلك

تهديد قوي سمي الاحباط سلبيا ، انه سلبي لانه لا يترك لدى الشخص اثرا يذكر .

اما اذا رافق العائق تهديد قوي فالاحباط عندئذ ايجابي .

3 – الاحباط الداخلي والاحباط الخارجي :

قد تكون الاعاقة صادرة عن امر خارجي عائد الى الشروط المحيطة بالشخص ، وقد تكون

صادرة عن فكرة داخلية . في الحالة الاولى يكون الاحباط خارجيا ، ويكون في الحالة الثانية

داخليا . وتجدر الاشارة اخيرا ان الشخص الواثق من نفسه يستطيع ان يواجه المواقف الاحباطية

الشديدة بقوة ، وان يتغلب عليها يسهولة فيما اذا كانت بسيطة ، ولا يكون هذا الحال حال ضعيف

الثقة بنفسه .

الفقرة الثالثة : النتائج المباشرة للصراع والاحباط

الحياة مليئة بالمواقف التي تؤدي بالانسان الى الصراع . فالصراع امر لا مفر منه ، وللصراع

نتائجه التي قد تظهر مباشرة ، مثل الغضب والاعتداء وما الى ذلك , ومنها قد لا يظهر الا بعد

فترة من الزمن . بعض نتائج الصراع والاحباط المباشرة :

اولا : التوتر وعدم الاستقرار :

يؤدي الصراع الى ايجاد حالة من التوتر يصعب معها على الفرد ان يستقر على راي او ان

يستقر في مكان واحد ، ويقوم ببعض التصرفات دون ادراك ما بفعل كأن يفرك يديه ،

يفرقع اصابعه وما الى ذلك .

ثانيا : الاعتداء

يعتبر الاعتداء من النتائج المباشرة الهامة للاحباط ، فالفرد في سعيه لتحقيق هدفه يتجه عادة

الى الاعتداء اذا ما قام عائق في سبيل تحقيق هذا الهدف . واذا عجز الفرد عن الاعتداء المباشر

على المصدر الاصلي شبه ، كأن يتحول انتقام التلميذ من والده القاسي الى المعلم .

ثالثا : عدم المبالاة

ان الاحباط المستمر والفشل المستمر في توجيه الاعتداء ضد المصدر المسبب له يؤدي الى

فقدان الامل وبالتالي الى البلادة العاطفية ، وهذا لا يعني ان الشعور بالاحباط والغيظ قد انعدم ،

اذ يظل هذا الشعور موجودا ولكنه يكبت .

رابعا : أحلام اليقظة والخيال

كثيرا ما يفشل الفرد في تحقيق اهدافه في عالم الواقع ، فيصاب بالاحباط ويلجأ الى عالم الخيال

فيحقق فيه ما فشل عن تحقيقه في الواقع ، فالمراهق الذي يعاني من الصراع بينه وبين سلطة

الأهل والمجتمع تحقق له أحلام اليقظة نجاحه واستقلاله وامتلاك ما يرغب .

خامسا : الجمود

جمود السلوك من النتائج التي قد يؤدي اليها الاحباط ومعناه النزعة الى القيام بسلوك عشوائي

جامد ، دون تغييره ، على الرغم من عدم تحقيقه للهدف . هذه هي بعض النتائج المباشرة للاحباط

والصراع ، وهي ليست مجرد دلالات على وجود الاحباط والصراع ، ولكنها محاولات للتغلب

عليهما . فالفرد اذا واجه مشكلة يحاول ان يجد لها الحلول المناسبة ، فان تعذر عليه ذلك وفشلت

محاولاته للتكيف مع الموقف وازالة التوتر والصراع ، ظلت المشكلة عالقة وظل التوتر

والصراع قائمين . ومن الطرق الفردية للتكيف لموقف من المواقف التي يعجز الفرد عن

مجابهتها بحل ، ما يسمى بالعمليات العقلية اللاشعورية ، وتسمى ايضا بالعمليات الدفاعية لانها

تحمي الذات من تعرضها للقلق وتحفظ كيانها واتزانها .

الفقرة الرابعة : العمليات العقلية الاشعورية

ان الأنا تخضع لقوى ثلاث هي عالم الواقع والانا الاعلى والهو ، وهي تعمل جاهدة لكي

تكون في حالة اتزان واستقرار ، لذا فهي تلجأ الى الحيل التي تساعدها على الاحتفاظ

بهذا التوازن ، وتسمى هذه الحيل بالعمليات العقلية اللاشعورية . واهم هذه الحيل :

التقمص ، الكبت ، التبرير ، النكوص ، رد الفعل ، الاحلال ، الاسقاط .

اولا : التقمص Identifieation

هو عملية يمتص فيها الفرد الصفات المحببة الى التنفس ، والتي يرجو ان تكون

مكملة له ، من شخصية يحبها ويحاول ان يتخذها مثلا يحتذيه ، ويتم ذلك بطريقة لا

لا شعورية ، مما يؤدي ان يأخد الشخص عن هذا النموذج صفاته جميعها السىء

منها والحسن . ففي مرحلة الاوديب يتخذ الطفل مثلا اعلى شخصية من يماثله في

جنسه من والديه ، فتجد البنت نموذجا في امها وتتقمص شخصيتها ، ويجد الصبي

هذا النمودج في ابيه ويتقمص شخصيته .

ثانيا : الكبت Repression

هو محاولة يبذلها الفرد لابعاد رغبة لا تتفق وفكرته عن نفسه او مع التقاليد

الاجتماعية محاولا نسيانها ، فاذا نسيت خرجت من مجال الشعور واصبحت

مكبوتة في اللاشعور وظلت قوية في تأثيرها في سلوك الفرد . فقد يشعر الفرد

برغبة جنسية لا تتفق مع المعايير الدينية والاجتماعية ومع فكرته عن نفسه

فيحاول ابعادها عن ذهنه ، وقد ينجح في ذلك وينساها ، فتنزلق عندها الى

اللاشعور وتصبح مكبوتة .

ثالثا : التبرير Rationalization

وهو عملية لا شعورية ، يلجأ من خلالها الفرد الى تفسير سلوكه بأسباب منطقية

ويخفي الدوافع الحقيقية لهذا السلوك التي قد يكون فيها تحقير له مما قد يشعره

بالعار او الخجل . والتبرير محاولة يخدع فيها الفرد ذاته ، وهو يختلف عن

الكذب ، اذا ان الكذب هو عملية شعورية . مثال ذلك الطالب الذي يرسب في

الامتحان فيعزو سبب رسوبه الى اضطهاد اساتذته له او الى الحظ .

رابعا : النكوص Regression

هو ذلك التقهقر – الذي يصيب الفرد في حالة الاحباط والفشل – الى مرحلة

من مراحل النمو الاولى التي كان يشعر فيها بالطمأنينة والامن ، على الرغم

من انه يكون قد تعدى هذه المرحلة . مثال ذلك الطفل الذي يكون قد فطم وتعلم

المشي يعود الى الحبو ثانية ويطلب الرضاعة اذا ما جاء مولود اخر في الاسرة

توليه الام عنايتها ، لانها كانت توليه في طور الحبو والرضاعة من عطفها

وحنانها ما تخص به الأن الطقل الجديد .

خامسا : رد الفعل

في هذه العملية يحاول الفرد اخفاء الدوافع التي لا يرضى عنها هو نفسه او

المجتمع وذلك بكبتها والتعبير عن دوافع مضادة لها بشكل مبالغ فيه .

ومن الامثلة التي توضح هذه العملية ، الام التعيسة في حياتها الزوجية التي

تنجب اطفالا وهي كارهة لهم لانهم يربطونها بهذه الحياة ، فتتمنى لا شعوريا

التخلص منهم الا ان المجتمع لا يقبل هذه المشاعر ، فتكبتها ، وتضفي عليهم

عطفا زائدا ورعاية وحماية تخدع بها نفسها والناس .

سادسا : الاحلال substitution

يتضمن عمليتين الاعلاء sublimation والتعويض compensation .

والاعلاء عملية يحوّل الفرد فيها طريقة التعبير عن دافع ينتقده المجتمع الى

سلوك مرغوب فيه ، أي ان الخبرات والاندفاعات الغير مناسبة والغير مرغوب

فيها تكبت في اللاشعور وتتحول الطاقة وتوضع في خدمة افكار وافعال شعورية

مقبولة اجتماعيا وشخصيا ، فقد تتحول الطاقة الجنسية الى ابداع في المجال الفني

او الادبي . اما التعويض فهو المجهود الذي يقوم به الفرد ليعوض نقصا فيه

بالنجاح في ناحية اخرى تقوم مقامه .

سابعا : الاسقاط projection

الاسقاط عملية لا شعورية يحمي فيها الفرد نفسه بالصاق عيوبه بالغير وبصورة

مبالغ فيها . ولقياس هذه التغيرات بما فيها التنفس ، ابتكر جون لارسن الجهاز

الحساس الذي عدله ليونارد كلير وسماه البوليجراف ليجعله يرسم هذه التغيرات

في ضغط الدم ، ومعدل النبض ، ومعدل التنفس وموجات الجلد الكهربائية ،

وقدرة هذا الجهاز على ضبط اقل درجات الانفعال هي التي اعطته الاسم الشائع

< قياس الكذب > . لانه في الحقيقة يكتشف التغيرات الجسمية التي تصاحب عادة

اخفاء الحقيقة او ضبط النفس بدافع الخوف من ارتكاب جريمة يجري التحقيق

بشأنها .